اكلت اليوم تمر الحرية والعدل: تحيا تونس الخضرا

تمر الحرية والكرامة من تونس الخضرا

النهاردة كنت في مسيرة تضامن مع الربيع العربي نظمها بعض اعضاء من حركة احتلوا وول ستريت، المسيرة بدات من عند القنصلية المصرية في نيويورك للقنصلية اليمنية ثم القنصلية التونسية والقنصلية البحرينية انتهاء بقنصلية سوريا.

وما اوصلنا إلى قنصلية  تونس حتى بدانا نهتف بالمجد للتوانسة، والتعبير عن شكرنا العميق لثورة تونس التي حركت المياه الراكدة ليس فقط في العالم العربي ولكن في انحاء كثيرة من العالم، وما هي إلى دقائق حتى نزل مندوب عن القنصل التونسي الينا وحيانا جميعا واعطانا علبتين تحتويان على نوع من اجود التمور، وفي النافذة وقف احد الاشخاص والذي بدى من هيئته علو منصبه الدبلوماسي تبادل معنا الابتسامات والتحية.

كنت احد الذين نالوا شرف حمل احد العلبتين ومررت اوزع محتواياتها على المشاركين في المسيرة، وعندما انتهيت جاء احد المصريين يريد ان ياخذ مني العلبة لما تمثله من رمز تقدير واحترام لنا ورمز لكرم وعظمة الثورة التونسية التي يفخر بها ابناءنا، وطلب مني ان يحتفظ بالعلبة، معللا ذلك بمزحة انه كان في تونس وقت ان اشعل البوعزيزي النار في نفسه معلنا بداية موجة التحرر والثورة ضد الظلم والاستبداد، وانه بذلك يكون قد شارك في الثورة التونسية، فرددت عليه مازحا انني انا من اشعلت النار في البوعزيزي، ثم جاء الاستاذ السيد موسى محرر جريدة الوفد هنا في نيويورك واكد علي حقي في الاحتفاظ بالعلبة مدى الحياة، على اعتبار انني الوحيد من بين الموجدين الذي كان له شرف مشاهدة ميلاد الثورة المصرية والمشاركة فيها.

انها الكرامة والعزة والفخر والعدل والحرية، تلك المبادئ والقيم التي جسدتها ثورات الربيع العربي، انه الفخر الذي يشعر به كل من ساهم في رفعة وطنه وارجاع العزة والكرامة لمواطنيه، على الجانب الأخر نجد الخسة والندالة والخوف والاحتجاب وراء ستر العار والخزي، للذين عبدوا الكراسي حتى لو كانت على حساب كرامتهم وعلى حساب سفك دماء شعوبهم.

فالقنصل المصري دائما ما يقف خلف ستائر شباكه يراقبنا ولا يجرؤ على مواجهتنا كلما تظاهرنا أمام القنصلية المصرية، انه العار الذي جعل العاملين في القنصلية اليمينة يطفئون الانوار وينزلوا ستائر شبابيكهم عندما وقفنا هناك نهتف ضد الجزار.

يحيا نضال الشعب العربي، يسقط الاستبداد والظلم، يسقط كل متواطئ ضد شعبه، المجد للتوانسة، المجد لشهداء الثورات العربية.